سورة غافر - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


الصرح: البناء العالي. الأسباب: واحدها سبب، وهو ما يُتوصَّل به إلى الغرض المطلوب. التباب: الخسران والهلاك. متاع: ما يستمتع به من كل شيء في هذه الدنيا. دار القرار: الجنة، دار البقاء.
لا يزال الكلام في قصة فرعون وموسى.
ظن فرعون ان الأمر بهذه البساطة فقال لوزيره هامان: ابنِ لي صرحا عالياً لأصعد به إلى السماء لعلّي أطّلع إلى اله موسى هذا. ثم قال مستهزئا: {وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً}
وهو يعني موسى في دعواه انه رسولُ رب العالمين.
وهكذا زين الشيطان لفرعون هذا العملَ السيء حتى رآه حسنا، ولم يرعوِ بحال، وحاد عن سبيل الرشاد.
{وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ}
ان مكر فرعون وعاقبة امره وكذبه تذهب سدى وفي خيبة ودمار.
ويأتي دور الرجل المؤمن من آل فرعون، ويستمر في نصيحته لقومه، مبيّناً لهم أن هذه الجياة الدنيا زائلة، وان الحياة الباقية هي حياة الخلد في الجنة، فيقول: يا قوم اتّبعوني أرشدْكم إلى طريق الصلاح. يا قوم، ما هذه الحياة الدنيا الا متاع زائل لا دوام له، {وَإِنَّ الآخرة هِيَ دَارُ القرار}.
ثم بين الله تعالى كيف يكون الجزاء في الآخرة، واشار إلى ان جانب الرحمة فيها غالبٌ على جانب العقاب.... فمن أتى في الدنيا معصية من المعاصي مهما كانت لن يعذِّب الا بقدرها، ومن عمل صالحا، ذكرا كان أو انثى، وهو مؤمن بربه مصدّق بأنبيائه ورسله، {فأولئك يَدْخُلُونَ الجنة يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
وهذه اكبر بشرى للمؤمنين، ورحمة الله وسِعتْ كل شيء.
قراءات:
قرأ حفص وعاصم: {فأطلعَ} بنصب العين. والباقون: {فأطلعُ} بالرفع. وقرأ أهل الكوفة: {وصُد} بضم الصاد. والباقون: {وصَد} بفتح الصاد. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر: {يُدخَلون} بضم الياء وفتح الخاء. والباقون: {يدخُلون} بفتح الياء وضم الخاء.


لا جَرَم: لا ريبَ في. أفوّض: أسلّم. حاق: نزل.
لا يزال الكلام في قصة فرعون وقومه، وحديث المؤمن من آل فرعون. ويظهر ان هذا الرجل كان من ذوي المكانة والنفوذ حتى جرؤ على هذا الحديث الطويل، فهو يُهيب بقومه ويحثهم على الايمان، ويتعجب من عنادهم فيقول لهم: يا قوم إن أمركم لعجيبٌ، فإني ادعوكم إلى الايمان الذي ينجيكم من النار، وتدعونني إلى الكفر الله وإشراك غيره في العبادة. وهذا يوجب دخول النار. إنني أدعوكم إلى رُشْدكم، إلى عبادة رب عزيز كثير المغفرة واسع الرحمة.
ثم أكد ان أولئك الشركاء الذي يعبدونهم لا مقدرة لهم على شيء، ولا شأن لهم في الدنيا ولا في الآخرة، وان مرد الجميع إلى الله.
{وَأَنَّ المسرفين هُمْ أَصْحَابُ النار} سيدخلون فيها.
ثم ختم نصيحته بكلمة فيها تحذير ووعيد لهم فقال: {فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمْ}
وذلك يوم القيامة، يوم يقفون بين يدي الله، ويأخذ كل واحد منكم كتابه.
ثم لما يئس منهم قال: {وَأُفَوِّضُ أمري إِلَى الله إِنَّ الله بَصِيرٌ بالعباد}.
من ثم نجّاه الله من مكرهم، وأحاط بآل فرعون العذابُ السيّء، النار يدخلونها صباحا ومساء. هذا في الدنيا وهم في عالم البرزخ.. ويومَ تقوم القيامة يقول الله تعالى: {أدخلوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العذاب}.
قراءات:
قرأ أهل الكوفة الا أبا بكر: {أدْخِلُوا آل فرعون}، بقطع الهمزة. والباقون: {ادخلوا آل فرعون}، على أن آل فرعون منادى.


يتحاجّون: يتجادلون ويتخاصمون. الضعفاء: الأتباع. المستكبرون: الرؤساء، السادة اولو الرأي فيهم. تبعا: تابعين لهم. مغنون عنا: دافعون الشر عنا. نصيبا: قسطا، وجزءا. حكم: قَضَى. خَزنة جهنم: القائمون عليها. يوم يقوم الأشهاد: يوم القيامة، والاشهاد: الشهود الذين يشهدون على الناس. العشيّ: من نصف النهار إلى آخره الإِبكار: اول النهار.
اذكرْ لهم أيها النبي حين يتخاصم أهل النار فيها، فيقول الأتباع من الضعفاء للذين اضلوهم من الرؤساء: إنا كنّا لكم في الدنيا تَبَعا، فهل انتم حاملون عنا بعض العذاب؟ فيرد المستكبرون قائلين: إننا جميعاً في النار، هذا هو حكم الله في عباده، ولا نستطيع ان نساعدكم بشيء. وفي سورة ابراهيم {قَالُواْ لَوْ هَدَانَا الله لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} [الآية: 21].
ثم خاطب الضعفاءُ خزنةَ جهنم وتوسّلوا إليهم أن يخفّف الله عنهم يوما من العذاب فأجابوهم موبّخين لهم: إن الله تعالى أرسَل إليكم رسُلاً مكرَّمين فلم تستجيبوا لهم. فاعترفوا بأنهم كذّبوا رسلهم. فقال لهم خزنة جهنم: فاذا كان الأمرُ كذلك فادعوا مهما شئتم، {وَمَا دُعَاءُ الكافرين إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ}.
ان طلبَكم مرفوض، فلوموا أنفسَكم على ما أسلفتم.
ثم بين الله تعالى انه ينصر رسُله، والذين آمنوا معهم في الحياة الدنيا، {وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد} وهو يوم القيامة. وقد يكون الشهود من الإنسان نفسه كما قال تعالى: {حتى إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [فصلت: 20]. وفي ذلك اليوم لا ينفع الظالمين اعتذارُهم عما فَرَطَ منهم في الدنيا.
{وَلَهُمُ اللعنة وَلَهُمْ سواء الدار}
جزاؤهم الطردُ من رحمة الله وإنزالهم من جهنم في اسوأ مكان.
ثم ببين الله تعالى انه نَصَرَ موسى ومن معه، وآتاه هدى منه، واعطى بني اسرائيل التوراة الصحيحة غير المحرفة، {هُدًى وذكرى لأُوْلِي الألباب} هاديةً ومذكِّرة لأصحاب العقول المدركة المفكرة.
وبعد أن بيّن أنه ينصر رسله والمؤمنين خاطب الرسولَ الكريم أن يصبر، وطمأنه إلى ان النصر له فقال: {فاصبر إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ واستغفر لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بالعشي والإبكار}
اصبر ايها الرسول على ما ينالك من الأذى من الناس، انّ وعد الله بنصرك ونصر المؤمنين حقٌّ لن يتخلف. ثم أكد عليه بان لا يترك الاستغفار والدعاء والتسبيح بحمده دائماً صباحاً ومساء، شكراً له على نعمه التي لا تحصى.
قراءات:
قرأ أهل الكوفة ونافع: {يوم لا ينفع الظالمين} بالياء والباقون: {لا تنفع} بالتاء.

1 | 2 | 3 | 4 | 5